جسم الإنسان ملىء بالغرائب، ومن بينها ظاهرة نادرة تنشأ فى رحم الأم عندما يموت الجنين غير المكتمل ويتحول إلى حجر فى بطن الأم

جسم الإنسان ملئ بالغرائب والعجائب، ومن بينها ظاهرة نادرة تنشأ فى رحم الأم عندما يموت الجنين غير المكتمل ويتحول إلى حجر فى بطن الأم، وهذه الظاهرة تسمى "الطفل الحجرى"، وقد يستمر الطفل فى رحم الأم طوال حياتها دون أن تدرك ذلك، بحسب موقع "ساينس ألرت".

كيف تنشأ ظاهرة الطفل الحجرى

تبدأبويضة بشريةمخصبة في التطور إلى جنين خارج الرحم، داخل تجويف البطن لدى الأم، ويُعرف هذا بالحمل البطني، وهو خطير للغاية، وقد يؤدي إلى الوفاة، في نسبة صغيرة للغاية من حالاتالحمل البطني، يتمكن الجسم من حماية نفسه عندما يموت الجنين - بتحويل الجنين إلى "حجر".

إنه ليس حجراً في الواقع، بل معدن يخترق جسم الأم (الكالسيوم المعدني)، وهو مكون رئيسي للعظام، في عملية تُعرف باسم التكلس وهذا يعزل الجنين بأمان عن جسم الأم، وبالتالي يحميه من الإنتان والتعفن.

المصطلح الرسمي لمثل هذاالجنين المتكلسهو lithopedion - من الكلمة اليونانية القديمة التي تعني "الطفل الحجري" - والظاهرة نادرة للغاية، ولم يتم توثيقها إلا بضع مئات من المرات على مدار التاريخ البشري.

"الطفل الحجري" طريقة الجسم لحماية نفسه من الحمل النادر المميت

ـ  كشفت الأشعة السينية عن وجود الطفل الحجرى في بطن امرأة متوفاة تبلغ من العمر 87 عامًا ما يجعل الأمر ملحوظًا بشكل خاص هو أنه في أغلب الأحيان، يمكن أن يظل الطفل الحجري غير مكتشف في جسم الأم لسنوات - حتى عقودًا، ويظل غير مكتشف حتى بعد انقطاع الطمث، أو في بعض الحالات، الموت.

ـ يمكن للأم حتى أن تحمل وتلد أطفالًا آخرين، دون أن تدرك تمامًا بقايا الجنين المغطاة بالكالسيوم.

ـ يُعتقد أن الحمل البطني يحدث في 1.5 إلى 1.8 % من حالات الحمل البطني، ولكن لم يتم توثيق أي حالات من هذا القبيل.

ـ الحمل البطني هو شكل من أشكالالحمل خارج الرحم، حيث تزرع الجنين المخصب نفسه خارج الرحم.

ـ الشكل الأكثر شيوعًا للحمل خارج الرحم يحدث فيقناة فالوب، ولكن المبيض أو عنق الرحم من الأماكن المعروفة أيضًا.

ـ حوالي 2 % من حالات الحمل خارج الرحم؛ ومن بينها، يقدر أن 0.6 إلى 4 %منها في البطن.

ـ على الرغم من أنها خطيرة، وعادة لا يبقى الجنين على قيد الحياة، إلا أن الحمل البطني يمكن أن يؤدي في حالات نادرة إلى ولادة طفل حي، وعادة قبل الأوان.

ـ تشير دراسة حديثة إلى حدوث 208 ملايين حالة حمل في جميع أنحاء العالم كل عام وبناءً على هذا الرقم والتقديرات المنخفضة لمعدلات الحمل البطني والتشوهات الخلقية، فإن 374 حالة حمل من المفترض أن تؤدي إلى ولادة طفل مصاب بالتشوهات الخلقية سنويًا.

ـ وفقًا لورقة بحثية تم توثيق أقل من 300 تشوه خلقي عبر 400 عام من تاريخ البشرية.

قد تكون هناك حالات لم يتم اكتشافها، وتم العثور على العديد من التشوهات الخلقية في مقابر قديمة، حيث يعود تاريخ أقدم حالة معروفة إلى عام 1100 قبل الميلاد.ةوفقًا لمراجعة أجريت عام 1949 لهذه الظاهرة، والتي تم فيها تحليل 128 حالة، فإن متوسط العمر الذي يتم فيه اكتشاف وجود كتلة حجرية في الأم هو 55 عامًا.

في عام 1996، ذكر تقرير حالة بالتفصيل اكتشاف كتلة حجرية في مريضة تبلغ من العمر 85 عامًا نجحت في ولادة أربعة أطفال آخرين قبل ما وصفه أطباؤها بـ "الإجهاض غير المكتمل" في سن 41 عامًا وعاشت لعقود من الزمان دون أن تعلم أن أجزاء من الجنين بقيت في بطنها.ذكر تقرير حالة عام 2000 هذه الظاهرة في مريضة تبلغ من العمر 80 عامًا.ويصف تقرير حالة نُشر عام 2014 كتلة حجرية في مريضة تبلغ من العمر 77 عامًا كانت تعتقد أنها لم تكن حاملاً على الإطلاق.

ووثق تقرير حالة عام 2016 حالة كتلة حجرية في امرأة متوفاة تبلغ من العمر 87 عامًا أثناء تشريح الجثة بعد الوفاة.

وبفضل ارتفاع معايير الرعاية في مجال أمراض النساء والتوليد، يعتقد الخبراء أن هذه الظاهرة أصبحت نادرة بشكل متزايد، ومن المرجح أن يتم اكتشاف حالات الحمل في البطن في وقت مبكر، ومعالجتها قبل أن يتطور الجنين إلى درجة التكلس.