بين زوايا الفضاء الإلكتروني، حيث لا وجوه تُرى ولا حدود تُرسم، تجاسر شاب مراهق على انتهاك براءة طفلة صغيرة، هنا محمد مصطفى، ابنة المطربة شيرين عبدالوهاب، وجدت نفسها في مواجهة ظلال مرعبة.
بين زوايا الفضاء الإلكتروني، حيث لا وجوه تُرى ولا حدود تُرسم، تجاسر شاب مراهق على انتهاك براءة طفلة صغيرة، هنا محمد مصطفى،ابنة المطربة شيرين عبدالوهاب، وجدت نفسها في مواجهة ظلال مرعبة داخل شبكة التواصل الاجتماعي "تيك توك"، حيث استباح شاب يبلغ من العمر 19 عامًا خصوصيتها، محولًا عالمها الرقمي إلى كابوس.
تعود تفاصيل القضية إلى عام 2023، حينما تقدم الموزع الموسيقي محمد مصطفى، طليق الفنانة شيرين، ببلاغ لمباحث الإنترنت في العباسية.
البلاغ أفاد بأن ابنته البالغة من العمر 12 عامًا تعرضت للابتزاز والتهديد من حساب مجهول، مما ألقى بظلال ثقيلة على نفسيتها.
التحريات كشفت عن أن الجاني يدعى ش. خ. م، ويقيم في مدينة المنصورة، الشاب، الذي استغل التكنولوجيا في غير موضعها، جمع صورًا ومقاطع فيديو خاصة بالمجني عليها من الإنترنت، واستخدمها لتهديدها بإفشاء أمور مخدشة للشرف، محاولًا انتزاع أموال، ومستبيحًا حرمة حياتها الخاصة.
بعد القبض عليه، وضبط هاتفه المحمول، ظهرت المحادثات التي تثبت تهديداته الموجهة للطفلة، لم يكن أمامه سوى الاعتراف بما ارتكبه، مؤكدًا أنه تعرّف على الضحية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليحول براءتها إلى وسيلة لتحقيق أهدافه المشبوهة.
اليوم، أصدرت محكمة جنايات المنصورة برئاسة المستشار بهاء المُري حكمها بالسجن ثلاث سنوات على المتهم، جلسة المحاكمة عُقدت في سرية كاملة حفاظًا على خصوصية الضحية وصونًا لكرامتها.
القضية التي حملت الرقم 9127 لسنة 2024، تعكس مرة أخرى مدى خطورة الابتزاز الإلكتروني، خاصة على الأطفال الذين يجدون أنفسهم في مواجهة عالم رقمي مليء بالأخطار.
ثلاث سنوات من السجن رسالة صارمة لكل من يفكر في استغلال التكنولوجيا كوسيلة للابتزاز أو التهديد، العدالة قالت كلمتها، وبقي السؤال: كيف نحمي أطفالنا من ذئاب العالم الافتراضي؟
