تستعد الدول الأوروبية بالفعل لمواجهة عواقب أكبر فى عام 2025، وذلك مع استمرار حرب أوكرانيا وروسيا، فى الوقت الذى يقوم حلف شمال الأطلسى بأكبر مناوراته
تستعد الدول الأوروبية بالفعل لمواجهة عواقب أكبر فى عام 2025، وذلك مع استمرارحرب أوكرانياوروسيا، فى الوقت الذى يقوم حلف شمال الأطلسى بأكبر مناوراته منذ الحرب الباردة، بالإضافة إلى التحدى الأكبر المتمثل فى تولى الرئيس الأمريكى المنتخبدونالد ترامبولايته بدءا من يناير.
ونشرت صحيفة لاراثون الإسبانية تقريرا لها عن استعدادات الدول الأوروبية لمثل هذه التحديات، والتى منها إعادة تسليح أوروبا بشكل متزايد فى العام الذى شهد أكبر عدد من الصراعات منذ الحرب العالمية الثانية.
وقال التقرير إلى أن العالم لم يشهد منذ الحرب العالمية الثانية مثل هذا العدد من الصراعات المفتوحة كما حدث فى عام 2024، وزمع فوز ترامب أصبح الوضع لا يبشر بالخير، ووعد ترامب بتسوية الحرب فى أوكرانيا خلال 24 ساعة وكل شيء يشير إلى أن مفاوضاته ستبدأ بمحاولة إقناع الرئيس الأوكرانى زيلينسكى بتسليم الأراضى.
وكان وجود القوات الكورية الشمالية فى أوروبا بمثابة علامة فارقة لم تشهدها أوروبا حتى خلال الحربين العالمية الأولى والثانية فى القرن العشرين، وكان رد الفعل فاتراً كالعادة، صحيح أن هذا ساعد بايدن على رفع الحظر المفروض على دفاع أوكرانيا عن نفسها فى الأراضى الروسية، لكنه كان قرارا متأخرا للغاية، فى نهاية ولايته، وفى أوروبا، نادراً ما يتم الحديث عن هذا الموضوع. عندما يهدد بوتين بالأسلحة النووية، يرتعد الجميع لبعض الوقت ثم يختفى الأمر.
وقال الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون الاثنين الماضى أن أوروبا قد ترسل قوات إلى أوكرانيا وعليها الاستعداد لهجوم من روسيا، واستبعد الحلفاء الأول، فأوضح ماكرون أن الجنود لن يدخلوا القتال، ولكن هناك إجماعا أكبر مع الخيار الثانى، كما أظهر القادة السياسيون والعسكريون فى الفترة بين يناير وفبراير، وكذلك المفوضية الأوروبية إلى ستقدم فى الأسابيع المقبلة خطة لتعزيز الدفاع الأوروبية من الآن وحتى 2035.
وقال وزير الخارجية البولندى إنه فى بعض الدول "هناك حديث عن الاستعداد للحرب"، من جانبه حذر رئيس الأركان البريطانى من أنه سيكون من الضرورى دعوة الجمهور للقتال إذا تم إعلان الحرب مع روسيا. وحث وزير الدفاع المدنى السويدى السويديين على "التحرك الآن لزيادة قدرة البلاد على الصمود فى حالة الحرب". منذ حرب روسيا مع أوكرانيا، استعد الناتو لتصعيد عسكرى محتمل خارج الحدود الأوكرانية. وبعد مرور عامين، بدأ الاهتمام بالإعداد الاجتماعى فى الدول الأعضاء لمواجهة الصراع.
وبدأالاتحاد الأوروبىيركز على مسألة مشروعات التسليح والصناعات الدفاعية، بسبب استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، وأعلن عن إنتاج 1.4 مليون ذخيرة لإرسالها إلى أوكرانيا فى عام 2024، على الرغم من التحذيرات من أن إعادة تسليح ذلك البلد لن تؤدى إلا إلى إطالة أمد الصراع مع روسيا.
وحذر رئيس شركة الأسلحة الألمانية راينميتال، أرمين بابرجر، من أن ترسانات أوروبا "فارغة" من الذخيرة، وأن الأمر سيستغرق عشر سنوات حتى تتعافى، وحتى تتمكن أوروبا من "الدفاع عن نفسها"، قائلا خلال افتتاح مصنع عسكرى فى ولاية ساكسونيا السفلى فى تصريحات "سنكون بخير خلال ثلاث أو أربع سنوات، لكن لكى نكون مستعدين حقا سنحتاج إلى 10 سنوات".
وأوضح الخبير "علينا أن ننتج 1.5 مليون خرطوشة فى أوروبا" بعد إرسال جزء كبير من الاحتياطى إلى أوكرانيا، وأصر على أنه "طالما لدينا حرب فسوف نساعد أوكرانيا، ولكن بعد ذلك سنحتاج إلى 5 سنوات على الأقل و10 سنوات لملء الاحتياطيات" من الذخيرة.
مخاوف أوروبية من ترامب
ويتعين على المسؤولين الأوروبيين فقط أن ينظروا إلى الصعوبات التى يواجهها الرئيس الأمريكىجو بايدنفى التعامل مع الحزمة الخاصة بأوكرانيا لكى يروا التأثير الواقعى المترتب على تمويل حرب خارجية مكلفة عندما تتصل بشكل مباشر بالسياسة الداخلية، ومما يزيد من هذه الانحرافات غير المواتية احتمال عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض فى العام المقبل.
وفى حين لا أحد يعرف ماذا قد تعنى رئاسة ترامب أخرى ماديا، فمن المعقول أن نتخيل السيناريو الأسوأ بالنسبة لأوكرانيا، حيث تفقد زخمها على الأرض عندما يقرر الشاغل الجديد للبيت الأبيض أن الولايات المتحدة أنفقت ما يكفى.
وهذا احتمال مثير للقلق بالنسبة للمسؤولين الأوروبيين الذين يعتقدون بالفعل أن بوتين يختبئ ويحاول انتظار الغرب، ولذلك فإن الأشهر الاثنى عشر المقبلة حاسمة بالنسبة لحلفاء أوكرانيا الأوروبيين. ومن الواضح أنه من مصلحة أوروبا القارية ألا ينتصر بوتين فى هذه الحرب؛ هناك عدد قليل جدا من الذين يختلفون مع هذا الشعور.
ولذلك، يقول المسؤولون، إنه من الأهمية بمكان أن يسكت الأوروبيون أنوفهم، مهما حدث فى الولايات المتحدة، ويواصلوا الإنفاق، مهما بدا الأمر صعبا.
مكاسب خيالية لشركات الأسلحة فى أوروبا
ووفقا للتقرير فإن المستفاد الأول والأخيرة من استمرار تلك الصراعات، وخاصة حرب أوكرانيا، هى شركات الأسلحة، حيث سجلت صناعة الأسلحة العالمية زيادة ملحوظة فى أرباحها بنسبة 4.2%، لتصل إلى 598 مليار يورو، فى عام 2023، وتستمر هذه الزيادة فى العام الجارى، مما يعكس استمرار الطلب المرتفع على الأسلحة والخدمات العسكرية فى ظل التوترات والصراعات المستمرة حول العالم.
وزادت أرباح شركات الأسلحة فى أوروبا بنسبة 0.2%، لا تزال الشركات الأوروبية الكبرى تحقق أرباحًا ضخمة، مما يثير التساؤلات حول ما إذا كانت هذه الشركات تسعى لتحقيق السلام أم أن الهدف هو زيادة أرباحها على حساب الأزمات الدولية.