تترقب الجماهير السعودية، المشاركة المنتظرة لمنتخب بلادها بطولة كأس الخليج العربي، المقرر إقامتها الكويت خلال الفترة ديسمبر/كانون الأول حتى يناير/كانون ثان 2025. وأسفرت قرعة البطولة، وجود السعودية ال
تترقب الجماهير السعودية، المشاركة المنتظرة لمنتخب بلادها في بطولة كأس الخليج العربي، المقرر إقامتها في الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر/كانون الأول حتى 3 يناير/كانون ثان 2025.وأسفرت قرعة البطولة، عن وجود السعودية في المجموعة الثانية التي تضم العراق والبحرين واليمن.ويسعى المنتخب السعودي لتحقيق اللقب الغائب عن خزائنه منذ عام 2003، وهو الإنجاز الثالث له بالمسابقة، بعدما سبق أن توج بنسختي 1994 و2002.وهناك العديد من الأمور التي تدور في رأس الفرنسي هيرفي رينارد، المدير الفني للمنتخب السعودي، رغبة منه في إعادة "النسور الخضراء" للطريق الصحيح.إرضاء الجماهيرالصراع العقلي الأول الذي يؤرق رينارد، هو إرضاء الجماهير السعودية، عن طريق تحقيق لقب كأس الخليج، بهدف تصحيح المسار، وإعادة الثقة المفقودة لأنصاره.المنتخب السعودي يعاني بشكل واضح منذ الانتصار التاريخي على الأرجنتين في الجولة الأولى من بطولة كأس العالم 2022 في قطر، حيث فاز وقتها بنتيجة (2-1).صحيح أن "الأخضر" حقق عدة انتصارات بعدها تحت قيادة المدرب الإيطالي السابق روبرتو مانشيني، ولكنه لم يقدم المستوى المطلوب، وتسبب في تغيير هوية "الأخضر" الهجومية، حتى أصبح منتخبا عاديا يمكن الانتصار عليه بسهولة.وفيما يتعلق برينارد، فهو لم يحقق الانتصار مع السعودية منذ التفوق على "التانجو" حتى بعد عودته في الولاية الثانية، فقد تعثر أمام أستراليا (0-0)، وسقط ضد إندونيسيا، بهدفين دون رد، في التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم 2026.وبالتالي، فإن التتويج بكأس الخليج، مسألة لا تحتاج النقاش بالنسبة لجماهير المنتخب السعودي، وهو الأمر الذي يضع الضغوطات على رينارد.وسيساهم التتويج بكأس الخليج، في استعادة ثقة الجماهير التي تراجع حضورها خلال المباريات الأخيرة، وهو أمر بات واضحا للجميع، بالنظر لنتائج "الأخضر" غير المرضية طوال الفترة الماضية.سياسة فرنسية جديدةفي الوقت الذي يتطلع فيه المدرب الفرنسي لإرضاء جماهيره، فإنه يتطلع لتطبيق سياسته مع "الأخضر"، بعد فترة من العقم الهجومي والتراجع الفني تحت قيادة مانشيني."الأخضر" أصبح لا يمتلك هوية هجومية، بسبب الفترة الطولية التي اعتمد فيها المنتخب على السياسة الدفاعية في المقام الأول، وهو أمر يحتاج للتصحيح من جانب المدرب الفرنسي.صحيح أن كأس الخليج، كانت لا تمثل أهمية كبرى للأخضر خلال النسخ الماضية، نظرا للارتباط بمشاركات أخرى مثل التصفيات المونديالية وكأس العالم نفسه، بالإضافة لتصفيات كأس آسيا وغيرها، ولكن النسخة الحالية، ستكون مختلفة والهدف منها هو وضع سياسة جديدة والتتويج باللقب.وستكون البطولة المرتقبة بمثابة وضع حجر الأساس لسياسة المدرب الفرنسي، ومعالجة العقم الهجومي والهشاشة الدفاعية، وتطوير مستوى بعض اللاعبين ومنح الثقة للأسماء الشابة.أما بالنسبة للخطة بشكل عام، فإن رينارد يسعى للاعتماد على طريقة (4-1-4-1)، وهي بعيدة كل البعد عن طريقة مانشيني السابقة التي اعتمد فيها على (5-3-2).وبالتالي، فإن رينارد سيكون مطالبا بتطبيق سياسته، مع الظهور بمستوى يرضي الجماهير وتحقيق اللقب في نهاية المطاف، وهي معادلة صعبة تنتظر "الثعلب الفرنسي".