رحل أحمد حجازي ورومارينيو ومارسيلو جروهي وسلمان الفرج وصالح الشهري ودافيد أوسبينا، وفي الطريق أسماء أخرى مثل تاليسكا وميشايل وغيرهم ... كلهم دفعوا الثمن المنطقي لثورة دوري روشن السعودي التي بدأت صيف 2023 ومازالت متواصلة.Getty Images - Goal ARتامر أبو سيدو

قلنا لكم ارحلوا ولم تستمعوا! حجازي، الفرج ونجوم "ما قبل الثورة" يدفعون الثمن المنطقي!

تأجل القرار لكنه حدث!

رحل أحمد حجازي ورومارينيو ومارسيلو جروهي وسلمان الفرج وصالح الشهري ودافيد أوسبينا، وفي الطريق أسماء أخرى مثل تاليسكا وميشايل وغيرهم ... كلهم دفعوا الثمن المنطقي لثورة دوري روشن السعودي التي بدأت صيف 2023 ومازالت متواصلة.

ما حدث هذا الصيف وخلال الموسم الماضي كان متوقعًا من جانبي، وقد كتبت عنه مقالًا قبل عام من اليوم، كان بعنوان ""وتلك الأيام نداولها بين الناس" .. حمدالله، كارييو والبقية .. انتهى وقتكم في السعودية".

كنت قد توقعت خلال المقال تراجع أسهم هؤلاء النجوم في دوري روشن بعد ثورة الانتقالات وانضمام العديد من النجوم العالميين للأندية السعودية، قرأت المشهد مبكرًا وأن أولئك النجوم سيُصبحون على الهامش ويتركون الصفوف الأولى للنجوم القادمين من الدوريات الأوروبية.

طالبتهم بالرحيل مبكرًا واختيار أندية أخرى، حتى لو خارج السعودية، ليُواصلوا فيها رحلتهم، إذ كتبت "واضح جدًا أن الأيام القادمة لن تكون أيام تلك المجموعة من النجوم في السعودية، سيختلف وضعهم على جميع الأصعدة، جماهيريًا وإعلاميًا وتواجدًا في الملعب وحضورًا في مركز الضوء وكل شيء".

وأضفت "لهذا، أعتقد أن تلك المجموعة من اللاعبين يجب أن تُغادر السعودية وتبحث عن فرص أخرى تضمن لها البقاء في هذا الوضع الذي اعتادوه، اللاعب الجديد القادم لدوري روشن سيعي تمامًا وضعه ومكانه بين النجوم ولن يُطالب بالأكثر ولن يشعر أنه فقد شيئًا بل بالعكس قد أضيف له فرصة التدرب أو منافسة أولئك الكبار، فيما القديم وضعه مختلف تمامًا لأنه كما أسلفت سيفقد شيئًا كبيرًا كان في يديه".

روما 🤝 حجازيمعًا من جديد 🔄🔵#صيفية_نيوم#نادي_نيوم_الرياضيpic.twitter.com/blMKO01U19

هؤلاء النجوم سمعوا تلك النصيحة بالتأكيد من وكلائهم وأقاربهم وأصدقائهم، فهم ليسوا بحاجة لقراءة مقالي ليروا المشهد، وقد استمع بعضهم للنصيحة ورحل خلال الأسابيع الأخيرة من سوق الانتقالات الصيفي الأخير، مثل أندريه كارييو وطارق حامد، والبعض الآخر راهن على فرصه وفضل البقاء، وقد عانى الأمرين هذا الموسم وتحمل جزءًا كبيرًا من "فاتورة" الفشل في بعض الأندية.

أولئك النجوم دفعوا هذا الصيف الثمن المنطقي الذي كان يجب دفعه سابقًا لثورة الدوري السعودي، إذ لم يعد لهم مكان أبدًا في أندية النخبة في دوري روشن، رحل بعضهم للخارج تمامًا وبعضهم فضل التراجع خطوات للخلف بهدف البقاء في السعودية.

قلت خلال المقال أن اللاعب السعودي اعتاد هذا المشهد، اعتاد أن يكون اللاعب البديل في ناديه الكبير، لكن حتى هذا الوضع لم يعد قائمًا للنجوم المحليين، فقد فقدوا دور البديل خلال الموسم الماضي وتراجعوا خطوات للخلف، ولذا كان لابد من التضحية والرحيل إلى أندية أخرى يجدون فيها دور الأساسي أو البديل الأول على الأقل.

الدوري السعودي دخل مرحلة جديدة الصيف الماضي، وكان لابد من ضحايا يدفعون ثمن هذا التحول المفاجئ والكبير، وربما بعد عامين أو ثلاثة نجد نجومًا آخرون يدفعون ثمن التقدم خطوات أخرى للأمام، فكلما ارتفع معيار الجودة سيُجرد الدوري لاعبين من مكانتهم ويطردهم من أماكنهم ويمحنها لآخرين، واللاعب الذكي من يقرأ المشهد من البداية ويجد لنفسه حبل إنقاذ يُنقذ به نفسه.