كان لاسم السعودية نصيبا حكايات كأس العالم لكرة القدم، منذ شاركت للمرة الأولى المحفل العالمي عام 1994، النسخة التي استضافتها أمريكا. وكانت تلك النسخة المشاركة الأفضل للأخضر تاريخ حضوره بالمونديال، با

كان لاسم السعودية نصيبا من حكايات كأس العالم لكرة القدم، منذ أن شاركت للمرة الأولى في المحفل العالمي عام 1994، في النسخة التي استضافتها أمريكا.وكانت تلك النسخة هي المشاركة الأفضل للأخضر في تاريخ حضوره بالمونديال، بالإضافة إلى أنها سجلت بصمة لا تنسى حتى يومنا هذا."قصة سعودية".. سلسلة يقدمها كووورة أسبوعيا، عن أبرز القصص التي تعيشها الرياضة السعودية، ونستعرض في هذه القصة حكاية أول هدف للصقور الخضر في المونديال.بطل القصة هو فؤاد أنور صاحب أول بصمة سعودية عالميا، والذي يعد أحد أهم نجوم تسعينيات القرن الماضي، وأبهج عشاق الكرة السعودية بفنه الساحر وأحد أهم أساطير كرة القدم في المملكة على مر العصور.أول هدف للسعودية18 دقيقة فقط كانت كفيلة لكتابة التاريخ السعودي في أول مشاركة مونديالية، عندما جاءت كرة عرضية من ركلة حرة، من اللاعب فهد الهريفي، داخل منطقة الجزاء، تقدم لها الأسطورة فؤاد أنور وسجلها برأسة داخل الشباك في مباراة المنتخب الأخضر أمام نظيره الهولندي.وكان هذا الهدف هو الأول والرسمي لفؤاد أنور بقميص الفريق الأول بالمنتخب السعودي، حيث كان قبل مونديال 94، لعب أنور 47 مباراة لم يسجل فيها أي هدف.ورغم تقدم الأخضر السعودي بالهدف الأول إلا أنه خسر هذه المباراة، بثنائية مقابل هدف.وعن ذكرياته بهذا الهدف، قال أنور: "كانت ذكريات جميلة في ذلك المونديال، ففي المباراة الأولى ضد هولندا كانت هناك توجيهات من المدرب سولاري بشأن تقدمي ووجودي في منطقة الجزاء، وبجانبي على القائمين سعيد العويران وماجد عبد الله عند تنفيذ الكرة الثابتة وتقدمت على الهولندي كومان خطوة فقط ونجحت في التسجيل أمام حارس كبير حينها".وكرر فؤاد أنور المشهد نفسه في الفوز (2-1) على المغرب بالجولة الثانية، مسجلاً هدف الفوز السعودي الأول في تاريخ الأخضر بالمونديال بتصويبة صاروخية في مرمى أسود الأطلس.مكالمة أوقفت شعرهحكى فؤاد أنور تفاصيل ما حدث في المكالمة التي جمعته بالملك فهد بن عبد العزيز، بعد مباراة المغرب، وقال في تصريحات سابقه له: "كانت المرة الثانية التي أتحدث فيها مع الملك فهد، ولكن أستغربت من دقته في الحديث".وأوضح: "الملك فهد قال لي مبروك ورفعتوا رؤوسنا، والمباراة المقبلة لن تلعب لأنك حصلت على الكارت الأصفر مرتين، ولكن إن شاء الله سنفوز وتلعب المباراة التالية، وهو ما حدث".وعن شعوره بعد حديث الملك فهد، يضيف أنور: "شعر جسمي وقف من المكالمة، لأنه عرف أنني لن ألعب المباراة المقبلة لأنني أمتلك كرتين، وهو الأمر الذي لم أتوقعه".بدأية أنور مع الكرةجاءت بداية فؤاد أنور مع فريق مغمور هو الأحمدي، ولكن نادي الشباب سرعان ماسجله في فئة الناشئين لديه، ومنذ لقائه الأول مع الشباب أمام الدرعية سجل ثلاثة من الأهداف الستة بالمباراة، وهو ما دفع إدارة الشباب إلى تصعيده للفريق الأول مباشرة وكانت أولى مبارياته الرسمية أمام القادسية.انضم أنور إلى منتخب الناشئين المشارك في نهائيات كأس العالم باسكتلندا عام 1989م، وساهم في حصوله على اللقب للمرة الأولى في تاريخ المنتخبات العربية، وفي العام ذاته انضم إلى منتخب الشباب المشارك في نهائيات كأس العالم التي استضافتها المملكة وأحرزت البرتغال لقبها.منذ عام 1991، بدأ أنور مسيرته مع الألقاب والبداية كانت محلية، فهو أول قائد سعودي يرفع كأس دوري خادم الحرمين الشريفين بمسماه الجديد الدوري السعودي أعوام 91-92-93 مع فريق الشباب، ثم توالت الألقاب المحلية فحقق مع الشباب أيضا كأس ولي العهد عام 1996.وعلى الصعيد الخارجي، حقق أنور مع الشباب كأس الأندية العربية أبطال الدوري 1992، التي أقيمت في قطر على حساب العربي القطري 2/0، ولقب بطولة أندية مجلس التعاون الخليجي عامي 93 و94 في الرياض والكويت على التوالي، وكأس النخبة العربية الأولى عام 95 في الرياض.تجربة الاحترافواحترف فؤاد أنور خارج بلاده في نادي شوانغ الصيني، لكن تجربته لم تدم أكثر من 8 أشهر، عاد بعدها لينضم إلى نادي النصر مقابل مليون و300 ألف ريال، ولكي تكتمل المسيرة عالميًا، كان له شرف المشاركة مع النصر في بطولة العالم الأولى للأندية التي أقيمت في البرازيل مطلع 2000، ونجح في تسجيل هدف في مرمى الرجاء البيضاوي المغربي في المباراة التي انتهت بفوز النصر 4-3.وكانت آخر مباراة لعبها مع النصر ضد الهلال وأصيب إصابة بالغة في الركبة ولم يشارك بعدها وأعلن الاعتزال نهاية 2000.