مع استمرار تزايد شعبية كرة القدم النسائية محليًا بمشاركة الأهلي والزمالك للمرة الأولى في تاريخهما بدوري السيدات وتسليط الضوء على البطولة المحلية تعرضت 3 لاعبات للإصابة بقطع الرباط الصيلبي للركبة قبل بدء الجولة الثانية للبطولة.

مع استمرار تزايد شعبية كرة القدم النسائية محليًا بمشاركة الأهلي والزمالك للمرة الأولى في تاريخهما بدوري السيدات وتسليط الضوء على البطولة المحلية تعرضت 3 لاعبات للإصابة بقطع الرباط الصيلبي للركبة قبل بدء الجولة الثانية للبطولة.

وتعرضت أمنية سمير لاعبة الأهلي للإصابة بقطع الرباط الصيلبي خلال مشاركتها بالدربي في الجولة الأولى لدوري السيدات والذي أقيم في الرابع من شهر أكتوبر الجاري بعد تعرض أمل محمد لاعبة المقاولون لنفس الإصابة قبل إنطلاق الدوري ثم كانت شهد مكرم نجمة الزمالك آخر ضحايا الإصابة الصعبة بتعرضها خلال تدريبات فريقها قبل انطلاق الجولة الثانية للمسابقة.

ظاهرة محلية - عالمية

وفتحت الإصابات المتالية لثلاث لاعبات في 3 أندية مختلفة السؤال حول أسباب تلك الظاهرة التى لا تقف حول المحلية فقط بل هي ظاهرة عالمية حيث سبق وأن تعرضت أفضل 16 لاعبة في كرة القدم النسائية حول العالم لهذه الإصابة في الفترة ما بين يونيو 2022 حتى أبريل 2023 وفقًا لصحيفة "ماركا" الإسبانية التي نشرت تقريرًا العام الماضي أكدت فيه أن النساء أكثر عرضة لهذه الإصابة من الرجال بسبب الاختلافات في الطبيعة الجسدية للجنسين.

وتعرضت ميجان رابينو الفائزة بجائزة الكرة الذهبية لعام 2019، لثلاث إصابات في الرباط الصليبي خلال مسيرتها المهنية؛ كما تعرضت لاعبة تشيلسي السابقة واللاعبة الدولية الإنجليزية كلير رافرتي لاثنتين من الإصابات، وهناك العديد من اللاعبات خارج الملاعب حاليًا.

الوقاية

ونشرت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية دراسة مطولة فبراير الماضي حول نفس الظاهرة أجرتها جيليان وير، وهي خبيرة في الميكانيكا الحيوية لفريق نيويورك يانكيز، حول إصابات الرباط الصليبي الأمامي: وقالت "تزيد احتمالات إصابة اللاعبات بالرباط الصليبي بنحو ثماني مرات عن الرجال ويعتقد أن ما يصل إلى 37 لاعبًا غابوا عن كأس العالم العام الماضي بسبب ذلك".

وأجرت وير بالتعاون مع فريق الهوكي النسائي الأسترالي، الذي عانى من أربع إصابات في الرباط الصليبي الأمامي قبل دورة الألعاب الأولمبية في عام 2012، بحثًا كان يهدف إلى تطوير تدخل تدريبي من الناحية البيوميكانيكية (علم يبحث في حركة الإنسان أو بعض أجزائه بطريقة موضوعية ملموسة سواء على مستوى سطح الأرض أو في الماء) لتقليل مخاطر الإصابة.

وقالت وير "هناك دراسات أساسية في التحكم الحركي تبحث في كيفية تحكمنا في التوجيه/إعادة توجيه الحركة عندما نمشي فقط ونتجنب شيئًا أو أشخاصًا، حتى عندما نسير فقط ونتوقف. عندما تمشي في ممر ويأتي شخص ما نحوك وعليك أن تتوقف فجأة، أو تخرج من الطريق، فإن الطريقة التي تتحكم بها في جذعك تختلف كثيرًا عن عندما تعلم أنك ستتوقف أو تتحرك ، يحدث الشيء نفسه في الملعب عندما يركض الرياضيون في الرياضات الجماعية بسرعات عالية ويستجيبون للاعبين المنافسين وزملائهم في الفريق والكرة."

ووصلت وير إلى تدريبات مخصصة تستهدف الركائز الأربع الرئيسية للوقاية من الإصابة بالرباط الصليبي وهي: التحكم في الجذع، انحناء الركبة، ثني الركبة ، قوة عضلات المحيطة بالركبة، وكانت النتائج المترتبة على برنامج التدريب على الوقاية من الإصابة لمدة عامين مبشرة ، فقد تلاحظ انخفاضًا في إصابات الرباط الصليبي الأمامي والأطراف السفلية، في الواقع، لم تكن هناك أي إصابات في الرباط الصليبي الأمامي على مدار العامين بين المجموعة المكونة من 26 لاعبة.

ولم تحدد الدراسة السبب الرئيسي في إصابة اللاعبات بالرباط الصليبي مع الاعتراف في دور علم البيوميكانيكي في تقليل خطر الإصابة، ولكن تم طرح علم وظائف الأعضاء والتغيرات الهرمونية أثناء الحيض باعتبارها عوامل محتملة لزيادة فرصة الإصابة .

الأحذية

وبرز عامل آخر وهو أحذية كرة القدم المصممة لأقدام الرجال التي ترتديها النساء وتشكل مشكلة أيضًا حيث ترتدي معظم لاعبات كرة القدم أحذية مصممة لأقدام الرجال والتي تم تصغيرها للتو مع تغيير اللون مما يدفع السيدات إلى إضافة نعل داخلي أو قطع ثقوب لتوسيعها عند الكعب.

وقال الباحث أوكهولم كريجر إن أحذية كرة القدم تضغط بنسبة 35% أعلى على مقدمة القدم مقارنة بأحذية الجري القياسية، حيث يجب أن تكون الأحذية ملاءمة بشكل مثالي لتثبيت القدم وحركة الطرف السفلي وتم تصميم أحذية كرة القدم في المقام الأول حول تشريح القدم الذكرية، والمشي، وحركية الجري، وهذه الخصائص مختلفة تمامًا عن تلك الخاصة بنظيراتها من الإناث.

وأعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم عن خطة جديدة لفهم إصابات الرباط الصليبي بشكل أفضل؛ وفي الوقت نفسه، كان اتحاد الأندية الأوروبية يبحث في تأثير أحذية كرة القدم المخصصة للسيدات.

الجانب النفسي

هناك أيضًا احتمال وجود عنصر نفسي، بحسب تصريحات بيث ميد لاعبة منتخب إنجلترا فقد عانت من إصابة الرباط الصليبي الأمامي في نهاية الأسبوع بعد أن اكتشفت تدهور صحة والدتها، جون، التي كانت تكافح سرطان المبيض في مرحلته النهائية.

وقالت ميد في برنامج Step by Step: "اعتقد أن الجانب النفسي كان جزءًا كبيرًا بالنسبة لي، لقد اكتشفت أن والدتي لم تكن في حالة جيدة جدًا ثم تعرضت للإصابة بقطع في الرباط الصليبي، لا يوجد بالضرورة رابط، ولكن إذا كان عقلك في مكان آخر، لن تركز تمامًا على تحركاتك، ومن المنطقي أن خطر إصابتك قد يزداد".

الخلاصة

ونشر المركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية في المكتبة الوطنية للطب بالولايات المتحدة بحثًا مطولًا حول هذه ظاهرة تعرض السيدات للإصابة بالرباط الصليبي خلص إلى أن نسبة حدوثها لدى الإناث إلى ثمانية أضعاف نظرائهن من الذكور.

وقد نُسبت زيادة خطر إصابة الرباط الصليبي الأمامي لدى الإناث حسب الأبحاث إلى عوامل تشريحية وتنموية وعصبية عضلية وهرمونية مختلفة.

وقد تم تحديد العوامل التشريحية والهرمونية بما في ذلك التشريح العظمي وارتخاء الأربطة والعضلات المحيطة بالركبة والضغط على الرباط الصليبي الأمامي أثناء ممارسة الرياضة، مما يزيد من خطر الإصابة بدون تدخلات مباشرة ويرجع لأوتار الركبة للإناث ذات قطر أصغر من الذكور، مما قد يزيد من خطر إعادة التمزق بعد إعادة بناء الرباط الصليبي الأمامي وزيادة خطر إصابات الغضروف.